القائمة الرئيسية

الصفحات

ماهي الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج؟


ماهي الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج؟



 ما هو الإسراء والمعراج؟


رحلة الإسراء هي الرحلة التي قام بها الرسول( صلى الله عليه وسلم ) على البراق مع جبريل ليلا من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى وعاد بعد ذلك في نفس الليلة.

وفيها ارتقى فوق السماوات العلا لمناجاة ربه ، وهذه مكانة لم يبلغها نبي ولا رسول ولا ملك من الملائكة ، وفى هذا اللقاء فرضت الصلوات الخمس وأراه الله من آياته الكبرى ، فرأى الجنة ، وما أعده الله للمتقين ، ورأى النار وما أعده الله للكفار والعاصين من العذاب .

ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكةفي الليلة نفسها بعد أن رأى من آيات ربه الكبرى , ليواصل دعوته ونشر الإسلام بين القبائل.
رحلة الاسراء والمعراج بالتفصيل الممل رحلة الاسراء والمعراج كاملة كم يوم استغرقت رحلة الاسراء والمعراج ما يستفاد من رحلة الاسراء والمعراج
ماهي الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج؟


 هل معجزة عامة أم خاصة ؟


 رحلة الاسراء والمعراج هي معجزة خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حدثت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر من البعثة النبوية الشريفة.

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” – سورة الإسراء آية 1.

 ما الفرق بين الإسراء وبين المعراج ؟


 الإسراء هي الرحلة الأرضية والتى تخرج عن قدرة البشر وتمت بقدرة الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والوصول إليه في سرعة، تفوق قدرة العقل البشري على الاستيعاب .

أما المعراج فهو الرحلة السماوية والارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، يقول تعالى في سورة النجم:وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى .

 ما هي الحكمة من رحلة الإسراء والمعراج؟


 جاءت رحلة الإسراء والمعراج مواساة عن الرسول (ص) بعد وفاة عمه أبى طالبوأم المؤمنينخديجة بنت خويلد، وبعد ما لقيه النبي-صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف ، فقد أراد الله- تعالى- أن يخفف عنه عناء ما لاقى ، وأن يسري عنه وأن يطمئنه .

فقد ضاقت الأرض برسول الله عليه الصلاة و السلام نظراً لما لاقاه من تكذيب و مقاومة من المشركين ، و بعد أن فقد عمه أبا طالب الذي كان يؤنسه و يؤازره ، وفقد زوجته خديجة التي كانت نعم الزوج ، ظلت رعاية الله قائمة له ، و كرمه الله تعالى بقدرة إلهية و آنسه بحادثة الإسراء و المعراج ، حيث أتى جبريل عليه السلام ليصحب الرسول عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء و المعراج .

ما هي الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج ؟


      أولاً : تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء والأمة الإسلامية، ولعلَّ هذا هو أبرز المعاني في هذه الرحلة الخالدة؛ فالرحلة من أولها إلى آخرها عبارة عن فقرات تكريمية لسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت بذلك احتفالية غير مسبوقة لا يمكن مقارنتها بأي تكريم آخر على مرِّ التاريخ! لقد جاءت الدعوة من مَلِك السموات والأرض سبحانه إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لمقابلته في الملكوت الأعلى، وشاء الله عز وجل أن يُعَدِّد الفقرات لرسوله صلى الله عليه وسلم وذلك لزيادة التكريم والتشريف، وكذلك للتمهيد للموقف العظيم، عندما يقف الرسول صلى الله عليه وسلم في حضرة ربِّ العالمين، فكانت زيارة المسجد الأقصى، وكان العروج إلى السموات، وكانت مقابلة الأنبياء، وكانت زيارة سدرة المنتهى، ورؤية البيت المعمور، ورؤية جبريل عليه السلام في صورته الملائكية، ثم كان دخول الجنة بعد لقاء الله تعالى.

    ثانيا: تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته، وما أكثر ما سأل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام في هذه الرحلة: ما هذا يا جبريل؟! كانت الرحلة وكأنها رحلة تعليمية مُشَوِّقة؛ تعلَّم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير، ونقله إلينا كاملاً، فعرفنا في دقائق أو ساعات ما يعجز العلماء عن معرفته أبد الدهر!   لقد عرفنا أشياء عن السماء وأبوابها، وحُرَّاسها، وأهلها، وعرفنا صفة بعض الأنبياء، وعرفنا تفاصيل كثيرة عن السماء السابعة، وسدرة المنتهى، والبيت المعمور، وعرفنا تفاصيل عن الجنة والنار وغيرها من الامور.

    ثالثًا: ترسيخ الإيمان بالغيب،  فإن الإيمان بالغيب ركن ركين من أركان الارتباط بهذا الدين وفهم أصوله، ولا معنى للإيمان أصلاً دون يقين في الغيب، لقد انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة نقلة نوعية من مرحلة الإيمان بالغيب دون أن نراه، إلى مرحلة رؤية الغيب ذاته؛ بل العيش فيه طوال مدَّة الرحلة، لقد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضرة الله تعالى للحظات، واستمع إلى كلام الله له؛ بل تردَّد بينه صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام عدَّة مرَّات، ورأى الملائكة في هذه الرحلة كذلك، وقابل الأنبياء السابقين، وعاش في الدار الآخرة للحظات، دخل الجنة، وتجوَّل في دروبها وأنحائها، واطَّلع على النار، ووصف سعيرها وحميمها!   إنه باختصار انتقل من مرحلة "علم اليقين"، إلى مرحلة "عين اليقين"؛ قال تعالى: {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: 5-7]، إن هذا الانتقال سيحدث لنا جميعًا يوم القيامة؛ لكنه حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا، ونقله إلينا بحذافيره؛ فكأننا رأيناه بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام الدليل على صدقه بما أخبر به من أدلَّة؛ خاصة برحلة الإسراء إلى بيت المقدس، وإذا ثبت لنا صدقه صلى الله عليه وسلم في أمر الإسراء فهو صادق في أمر المعراج، وبالتالي صادق في وصف الغيب الذي رآه، وبذلك حوَّلت رحلة الإسراء والمعراج إيماننا بعالم الغيب إلى إيمان بعالم الشهادة، وهو تطوُّر كبير يُرَسِّخ الإيمان في القلب، ويُزيل عنه الشكوك والريب.

    رابعًا : تحقيق الاختبار للناس ث، فمن المؤكد أن التصديق بإمكانية حدوث رحلة الإسراء والمعراج يحتاج إلى إيمان عميق بالله عز وجل، وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فالرحلة من أولها إلى آخرها خروج عن المألوف، والرحلة من أولها إلى آخرها كذلك خارجة عن إمكانيات البشر وقدراتهم؛ ومن ثَمَّ فإن ضعيف الإيمان سيُنكر بقوَّة إمكانية حدوث الرحلة، وهو بذلك وكأنه يُعلن عن شكِّه في قدرة الله سبحانه، أو شكِّه في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلا الشكَّين محبطٌ للإيمان؛ فصارت بذلك الرحلة كاشفة عن هؤلاء المذبذبين، وفاضحة لضعفاء الإيمان، ولقد أكَّد الله تعالى على هذا الهدف تحديدًا -هدف اختبار الناس- في كتابه الكريم في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]، وجاء سياق الآية بأسلوب القصر، وكأنه يُريد أن يقصر أهداف رحلة الإسراء والمعراج على هذا الهدف فقط لأهميته،  أن القضية قضية اختبار وفتنة، وأن الذي لا يُؤمن بقدرة الله على إحداث الإسراء والمعراج على النحو الذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في الحقيقة لن يُؤمن بأي تعليم أو شعيرة أو مبدأ يرتبط بهذا الدين،وإلا فكيف سيُفَسِّر نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف سيُؤمن بوجود جبريل عليه السلام؟ وكيف سيُصَدِّق بنقل جبريل عليه السلام للوحي من الله تعالى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف سيعتقد في البعث بعد البلى والفناء؟ وكيف سيفهم الخلود وعدم الموت في الجنة أو في النار؟ وكيف سيستوعب الحياة في جهنم وسعيرها ولهيبها مع عدم ذهاب الروح؟

    خامسًا : بيان فضل وأهمية الصلاة، فقد فرضت الصلاة من بين أركان الإسلام في السماء السابعة، فأصبحت الركن الثاني من أركان الإسلام، وفي هذا دليل على أهمية هذه الرحلة العظيمة وأهمية الصلاة، وعظمها في الإسلام .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع