الصَّحَابِيِّ الَّذِي غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ بِمَاءِ الْفِضَّة واهتزت السَّمَاء لِمَوْتِه فَرَحًا فمَنْ هُوَ؟
غسيل الْمَلَائِكَة لقب أطلقه الرسول
الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ
الأَنْصَارِيُّ مِنْ قَبِيلَةٍ بَنِي عَوف، حيث أستشهد وَهُوَ فِي مقتبل
العشرينات، وَكَانَ إسلامه بعد هجرة الرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إلَى الْمَدِينَةِ مَعَ الأَنْصَارِ، وكان حنظلة مِنْ أَفْضَلِ الصُوَر الْمُشَرَّفَة
بِإخْلَاصِة في الإسلام، ومن خلال مقالنا اليوم سنتعرف عليه بشكل أكثر.
 |
| الصَّحَابِيِّ الَّذِي غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ بِمَاءِ الْفِضَّة واهتزت السَّمَاء لِمَوْتِه فَرَحًا فمَنْ هُوَ؟ |
قِصَّة غَسِيلٌ الْمَلَائِكَةِ:
حَنْظَلَةُ بْنِ أَبِي عَامِرٍ
الأَنْصَارِيَّ، كان قد استأذن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ جَمِيلَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي ابن سلول زعيم
المنافقين، فأذن له الرَّسُولِ الْكَرِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في
يوم زفافه هرع من مضجعه لسماعه نداء الجهاد، ومن كثرة حلاوة هذا النداء عند
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين رضوان الله عليهم لم يتخلف عنهم إلا أصحاب الأعذار
وَالْمُنَافِقِين، ارتدى حنظلة ملابسه وخرج وقد نسي أن يغتسل، فصَوْت الْجِهَاد
يعني الهرولة إلَى سَاحَة الْقِتَال ضِدّ أداء الإسلام، إلتحق بعدها بجيش رَسُولَ
الله صلى عليه وسلم، وأثناء القتال صادف أَبُو سُفْيَانَ بن حرب فعَزَمَ عَلَى
قَتْلِه، فندى أبا سفيان وحوش قريش عندما واجه حنظلة الأنصاري ليدافعوا عنه، فسقط
حنظلة شهيدا على الأرض دون حراك، عندما انتهت المعركة جلس رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتحدث عن حنظلة وشأنه العظيم الَّذِي حظَى بِهِ من اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
فتعجب الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَعَادُوا إلَى
زَوْجَتِهِ ليَعْرَفوا السَّبَبُ، فحدثتهم زَوْجَتِه جميلة عن خروجه جنب دون أن
يغتسل، فقد أنساه نداء الجهاد أن يغتسل، علم الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِمَا قَالَت زَوْجَتِهِ جَمِيلَةً والْتفِتَ إلى الصَّحَابَةِ
رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وأخبرهم أنه رأى الْمَلَائِكَة تغسله
بصفائح الفضةِ وَمَاء الْمُزْنَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فقد أكْرَمه
اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بأن غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ بماء المزن،
فعِنْدَمَا عاد الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عنهم وأرضاهم إلَى جسمان
حنظلة وجدوا رأسه يقطر ماءً، فكان هذا دَلِيلٌ عَلَى صِدْقِ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ
الْأُمَّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.
ماء المزن هو ماء من الجنة نقيا يناسب نقاء الْقَلْب وَلِذَلِك أَسْمَاه
النَّبِيِّ الْكَرِيمُ بِمَاءٍ غسيل الملائكة وَاَللَّه أَعْلَمُ.
تعليقات