ذنوب يعجل الله عقابها في الدنيا قبل الأخرة ويفعلها الكثير دون علم
فرض الله عز وجل عقوبات للمعاصي
متعددة الأنواع، منها ما يحدث في الدنيا وما سيحدث في الآخرة، إن عقاب الدنيا
فيكون عن طريق الضنك والضيق بأنواعه، وأمرنا الله ورسوله أن بعد أن تقع علينا عقوبة
في الدنيا يجب أن لا نعود إليها وأن نتوب إلى الله توبة نصوحا حتى لا نعاقب على
هذه المعصية في الدنيا والآخرة، فالله عز وجل غفور رحيم وأنه جل جلاله يغفر الذنوب
ويمحوا الخطايا والعيوب، فإذا أذنب العبد ذنبا وتاب إلى ربه وأناب فإن الله يقبل التوبة عن عباده، ومن خلال
مقالنا اليوم سوف نتحدث عن المعاصي والذنوب التي يعاقب عليها الله عز وجل في
الدنيا.
ذنوب يعجل الله عقابها في الدنيا قبل الأخرة ويفعلها الكثير دون علم |
هل إذا وقع عليك العقاب في الدنيا سيسقط عنك في الآخرة؟
بالفعل إذا إرتكب الإنسان ذنبا، وإنتهك حدا من حدود الله عز وجل وأقيم عليه
العقاب في الدنيا وتاب إلى ربه و أناب و أقلع عن ذنبه وندم على فعله و رد المظالم
إلى أهلها، فالمرجو أن الله سبحانه وتعالى
لا يكرر عليه العقاب في الآخرة فقد وردت عن سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأوله بعض أصحابه:( بايعوني على ألا
تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان
تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن
أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله. فهو الى الله إن
شاء عفى عنه وإن شاء عاقبه فبيعناه على ذلك) صحيح البخاري.
وقد روى عن سيدنا علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من أصاب
حدا تعجل عقوبته في الدنيا، فالله أعدل أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن
أنواع هذه المعاصي هي:
أولا: عقوق الوالدين
وهي تعتبر من أكبر الكبائر، وقد وردت أحاديث تدل على عقوبة العقوق معجلة في
الدنيا، كما في الحديث الذي رواه البخاري في التاريخ والطبراني وصححه الألباني
مرفوعا:( إثنان
يعجلهما الله في الدنيا البغي وعقوق الوالدين)، وعند الحاكم
بسند صحيح مرفوعا بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا البغي و العقوق وجاء عن البغي
وقطيعة الرحم في سنن أبي داود مرفوعا:(ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه
العقوبة في الدنيا مع ما يدخر في
الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم، فكل
الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الله يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله
لصاحبه في الحياة قبل الممات والله أعلم
ثانيا:تتبع عورة المسلم
وهي لها عقوبة، فقال الله عز وجل في
قوله تعالى:( إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ)، وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:( ما من إمرئ يخذل إمرء مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه
وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته.
ثالثا: الكذب والخيانة وقطيعة الرحم
فقال عنهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم:( ما من
ذنب أجدر أن يجعل الله تعالى لصاحبه
العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب،
وإن أعجل الطاعة ثوابا هي صلة الرحم حتى أن أهل البيت لا يكونون فجرة، وتنموا أموالهم
ويكثر عددهم إذا تواصلوا.
رابعا:الرياء
قال عليه الصلاة والسلام عن تحريم
الرياء وعقوبتها في الدنيا من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه وصغره وحقره.
خامسا: كفر النعمة
ذكر الله تعالى الكافر بالنعمة فقال
تعالى:( وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا
رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ
لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)، وهذا والله
أعلم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تعليقات