من هم السبعة الذي سيظلهم الله في ظله يوم القيامة؟
ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث شريف عن سبعة أنواع من عباد الله
المؤمنين أصحاب العقيدة الصافية والنفوس الزكية الذين يبتعدون عن إرتكاب المعاصي
خوف ورهبة من خالقهم الذين وعدهم بأنهم سيكونون في كنفه وتحت ظله يوم القيامة،
والذين سوف نتعرف عليهم من خلال مقالنا اليوم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( سبعة يظلهم الله
في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى، ورجل ذكر
الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل كان قلبه معلق في المسجد، ورجلان تحابا في الله
اجتمعا عليه وتفرقا، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال إني أخاف
الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) صحيح ابن حيان.
أولا:الإمام العادل
هو كل إنسان أصبح وليا على شؤون المسلمين فأقامها بالعدل والقسطاس المستقيم
لأن في ذلك إرتقاء للأمة ووسيلة تقدمها وعمرانها في كافة نواحي الحياة، إذا يجب
على الإمام العادل أن يتصف بما يأتي:
أن ينصر المظلومين ويرد حقوقهم من
الظالمين، ألا يخاف من ظلمة وجبرت الفقير والضعيف، ولا يطمع في سلطانه القوي، و أن
يأخذ الناس بالجد والحزم، و إقامه حدود الله عز وجل كما بينها في القرآن الكريم
والسنة النبوية الشريفة وحفظ أمن الناس وحياتهم وأموالهم.
ثانيا: الشاب الناشئ في عبادة الله
هو الشاب المليء بالقوة والنشاط والحيوية والذي إستغل طاقته في عبادة الله
والتقرب إليه بالطاعات، وابتعد عن كل ما يغضبه من المعاصي والشهوات، وصان نفسهم من
مغريات الطيش والهوى.
ثالثا: رجل ذكر
الله ففاضت عيناه
هو العبد الصادق معه ربه البعيد عن النفاق والرياء أمام الناس، والذي عندما
يخلو معه نفسه يتذكر عظيم كرم الله ورحمته مع عباده فتفيض عيناه بالدمع، ويصبح
طامعا في رضى الله سبحانه وتعالى ومغفرته وخائفا من جبروته وعذابه.
رابعا: رجل متعلق
بالمسجد
التعلق بالمسجد لا يعني أن يحب شكله الخارجي أو الزخارف الموجودة فيه، بل يعني
أن يلتزم في أداء الصلوات داخله و في أوقاتها وأن يستشعر قوة الله عز وجل ويتضرع
إليه بالدعاء طالبا العفو والمغفرة، بعيدا عن حب ملذات الدنيا ومغرياتها، فالمسجد
هو بيت الله عز وجل ومكان تجمع المسلمين وتوحدهم.
خامسا:رجلان تحابا
في الله اجتمعا عليه وتفرقا
هو أن يحب إثنين بعضهم البعض بعيدا عن
المصالح أن يكون حبا خالصا لوجه الله تعالى، لا يتأثر بالوضع المادي أو المكانة
الإجتماعية و غيرها من الأمور الدنيوية، كما يعني إجتماعهما على طاعة الله عز وجل،
يأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر ولا يفرقكهما سوي الغيرة على الدين وإرتكاب
المعاصي.
سادسا: رجل يخاف
الله من فتنة النساء
هو الرجل الذي تدعوه إمرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها و تغريه حتى يرتكب
المعصية والمنكر معها، فيرفض خوفا من الله ومن عذابه، وهذا يدل على قوة النفس
وعظيم الإيمان.
سابعا: الرجل ينفق
في سبيل الله
هو الرجل المقتدر الذي ينفق أمواله ابتغاء مرضات الله وحده، ولا ينتظر من
الآخرين الشكر أو الجزاء، هو الذي يقدم الصدقات دون أن تعرف يديه اليسرى ما قدمت
يده اليمنى، وهذا مما يمن الله به على عباده المؤمنين.
ففي ذلك اليوم العظيم يكون الناس في كرب وشدة وتدنو الشمس من الخلائق على قدر
ميل ويعرق الناس كلن على حسب عمله، إلا بعض المؤمنين الذين يختصهم الله سبحانه
وتعالى فيظلهم تحت ظله ويقويهم من الشمس والعرق، عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول:(تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ
عرقه عقبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلا ركبتيه، ومنهم من
يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنقه،
ومنهم من يبلغ وسط فيه، ومنهم من يغطيه عرقه) رواه الإمام
أحمد، والله تعالى أعلى وأعلم.
تعليقات