حكم الطلاق المعلق بفعل شيء ما
عزيزي الزوج يجب عليك ألا تستعمل الطلاق كحل مشكلاتك الزوجية، فمعنى الطلاق المعلق بفعل شيء
ما: هو أن
تكون زوجته طالق إذا فعلت شيء منعها زوجها عنه و حلف عليها بالطلاق وهو أن تكوني
طالق إن فعلت كذا وكذا.
 |
| حكم الطلاق المعلق بفعل شيء ما |
● ينبغي على الرجل أن لا يستعمل الطلاق كل ما حدث بينه وبين
أهله مشكلة، وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب ومشاكل كثيرة، فكثير من الرجال
يتهاونون بشأن الطلاق فكلما حصلت مشكلة بينه وبين أهل بيته حلف بالطلاق ويعتبر هذا
تلاعب بكتاب الله، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إعتبر من يطلق امرأته ثلاثا
جميعا تلاعبا بكتاب الله فكيف بمن اتخذ الطلاق دينه؟ فكلما أراد منع زوجته من شيء
أو حثها على فعل شيء حلف بالطلاق وعن محمود بن لبيد قال: (أخبرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق إمرأته ثلاث تطليقات جميعا؟ فقام غضبان ثم قال: أيلعب بكتاب الله
وأنا بين أظهركم؟ حتى قام رجل وقال: يا رسول الله ألا أقتله؟،
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هؤلاء السفهاء
الذين يطلقون السنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم هؤلاء مخالفون لما أرشد اليه النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله:(مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ أَوْ
لِيَصْمُتْ) رواه
البخاري، فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عزوجل، ولا ينبغي أيضا أن يكثر من
الحلف في قوله تعالى:(وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) المائده 89، ومعنى الآيه لا
تكثروا الحلفان بالله ومن يحلف بالطلاق مثل علي الطلاق أن تفعل كذا وكذا أو علي
الطلاق أن لا تفعل كذا وكذا وما أشبه ذلك من صيغ، فإن ذلك خلافا لما أرشد إليه
النبي صلى الله عليه وسلم.
● وذهب بعض أهل العلم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره إلى أن
هذا التعليق فيه تفصيل يرجع إلى نية القائل فإن قصد ما يقصد باليمين وهو الحث على
فعل شيء، أو المنع من فعل شيء أو التصديق أو التكذيب فإن ذلك ما حكم اليمين ولا
يقع به طلاق ويلزمك كفارة يمين عند الحنث، وإن قصد ذلك وقوع الطلاق طلقت زوجته عند
حصول الشرط، وأمر نيته لا يعلمه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية، فليحذر المسلم
من التحايل على ربه و من خداع نفسه.
● وفي النهاية ينبغي أن نعلم إن أكثر حالات الطلاق تصدر من
الغضب والضيق والإنفعال، لا مع الفرح والإنشراح، فكون الزوج طلق زوجته في حالة غضب
لا يعني عدم وقوع الطلاق، وهذا ما يظنه كثيرا من الناس إلا أن يكون الغضب قد بلغ
منه مبلغ فقد معه الشعور والإدراك بحيث صار لا يعي ما يقول، فهذا لا يقع طلاقه
باتفاق العلماء، أما إذا اشتد الغضب ولكنه لم يبلغ الى أحد أن يفقد الشعور
والإدراك، ولكنه كان شديدا بحيث لا يملك الرجل نفسه ويشعر وكأنه يدفع إلى الطلاق
دفعا فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الغضب لا يمنع وقوع الطلاق، وذهب بعضهم إلى
أنه يمنع وقوع الطلاق وبه كان يفتي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن
قيم وهو الراجح إن شاء الله، وإنما أشرنا إلى مذهب الجمهور حتى يدرك السائل
والقارئ خطورة التكلم بالطلاق في حالة الغضب وغيره، وأنه قد يهدم بيته و يضر نفسه
وأهله بسبب عجلته وانفلات لسانه.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
تعليقات