القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هي حقيقة الصراط وما هو حجمه وشكله الحقيقي؟


ما هي حقيقة الصراط وما هو حجمه وشكله الحقيقي؟


يختلف الكثير من العلماء في تفسير حقيقة الصراط المستقيم هل هناك حقا دليل من القران والسنة يثبت ما هو الصراط المستقيم؟ ومن يستطيع تحمله وما هي صفاته؟ فتابعوا معنا مقالنا اليوم حيث نوضح ما هي حقيقة الصراط المستقيم و حجمه وشكله الحقيقي.

قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمِ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) وأيضا قال تعالى: (إنَّ اللَّهَ رَبّي وَرَبُّكُم فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطً مُسْتَقِيم) و يعتقد بعض الناس أن الصراط المستقيم سوف يكون يوم القيامة والبعض الآخر يقول أن الصراط المستقيم في الحياه الدنيا وليس في الآخرة، كما يعتقد بعض الناس في أشياء ليست لها دليل في القرآن ولا السنة، وأن الدليل الموجودة في القرآن يتحدث عن الاستقامة في الدنيا فيخاطب الله تبارك وتعالى الذين آمنوا فيتبع الصراط المستقيم لقوله تعالى:(إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبَّنَا اللَّهِ ثُمَّ اِسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ إلّا تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)، إختلف العلماء على حقيقة الصراط المستقيم، وأنه ليس حبلا نمشي عليه كما يقولون في كتب السنة والأحاديث و القصص الخرافية الكاذبة والباطلة، و يعتقدون أن معنى الصراط كما ذكره الله عز وجل هو الصراط المستقيم الذي هو القرآن الكريم لأن القرآن الكريم هو الصراط أو الطريق المستقيم الذي يوصلنا الى الجنة، و هو الطريق السليم الذي يجعلنا المستقيمون أتوب عن المعاصي وتتبدل سيئاتنا إلى حسنات وهو الطريق المستقيم الحق الذي يبين لنا الحق ويبعدنا عن الباطل، فلقد عرفه الله لنا وبينه في كثير من آياته ولقد ورد لفظ الصراط في القرآن الكريم في ثمانية وثلاثين موضعا، كما وردت مشتقاته (صراطا، صراطك، صراطي)وذكرت أيضا في سبع مواضع أخرى، وفي أغلب هذه المواضع يرتبط لفظ الصراط المستقيم بالهداية، كما في آيات سورة الفاتحة و كما في قوله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا كُلُّ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبِ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، ويقول الله تعالى:(وَمَن يَعْتَصِم بِاَللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، وقول الله تعالى:( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، وعن ابن القيم رحمه الله: ( الصراط ما جمع خمسة أوصاف أن يكون طريقة مستقيما سهلا و مسلوقا و واسعا و موصلا إلى مقصود فلا تسمى العرب الطريق المعوج الصراط ولا صعب المشتق ولا المسدود غير الموصل ومن تأمل موارد الصراط في لسانهم واستعمالهم تبين له ذلك، وفي مدارج السالكين لابن القيم رحمه تعالى  الله شيء بين منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) ولا يكون الطريق صراطا حتى يتضمن خمس أمور:
     الإستقامة
     الإيصال إلى المقصود
    القرب
    سعته للمارين عليه
     و تعينه طريقا للمقصود
ولا يخفى تتضمن صراط المستقيم لهذه الأمور الخمسة فوصفه بالاستقامة يتضمن قربه لأن الخط المستقيم هو أقرب وخط مفاصل بين نقطتين وكلما اتعوج طلب بعد واستقامته تضمنا إصاله إلى المقصود ونصبوه إلى جميع من يمر عليه ويستلزم سعته، قال العلماء ثلاث أقوال فيمن يستثنى في المرور على الصراط يوم القيامة:
الأول: يستثنى الأنبياء والرسل ومن يدخل الجنة بدون حساب.
الثاني: لا يستثنى أحد فكل الخلق يمرون على الصراط الأنبياء والرسل والمؤمنون والكفار، ويسقط الكفار في أوله في النار، وأختار هذا القول جمع من العلماء منهم النفراوي المالكي.
الثالث: يستثنى الكفار فقط، لأنهم يسقطون في النار قبل أن يضرب الصراط على متن جهنم ويمر عليه الأنبياء والمرسلون والمؤمنون، والقول الأخير هو الذي تشهد له الأدلة من السنة فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في حديث طويل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ويضرب بالصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا و أمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يوم إذن إلا الرسل، ودعوة الرسل يومها اللهم سلم سلم) هو من الآيات الدالة على ارتباط الصراط بالخيمة العدالة قوله تعالى: ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كُلُّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجَّه لا يأت بِخَيْر هَلْ يُسَتوِّي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، وقال الله تعالى أيضا:(إذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُد فَفَزِع مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَان بَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تَشَطط وإهدنا إلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ)، وروي عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ضرب الله مثلا صراطا مستقيما و عن جنبي الصراط صوران فيهما أبواب مفتحه و على الأبواب ستور مرخاه، وعلى باب الصراط  داعي يقول: أيها الناس هلموا أدخلوا الصراط المستقيم جميعا ولا تتفرقوا وداع يدعو في جوف الصراط، فاذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال له: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه "أي تدخله" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع