كيفية استقبال رمضان كما قال الشيخ الشعراوي
قال الشيخ الشعراوي رحمه الله يكون إستقبال شهر رمضان بالتحية والفرح والسرور،
ولا تعني رمضان ولا يحبها رمضان، فإن كنا نفرح به، فنحن نحب أيضا أن يفرح بنا، وهو
لا يفرح بنا إلا إن عشنا وقته كما أراد الله، لا لوقته ولا لذاته ولكن لتنساح
فروضه على كل حركاتنا في الشهور التي تليه، فمن أخطر الخطر أن تقتصر حفاوتنا باي
مناسبة دينية على أن نحيا زمن المناسبة فقط، إنما جاءت في سلسلة دينية يجب أن
يعيشها الناس الزمن كل الزمن.
فضل شهر رمضان:
وأضاف الشيخ الشعراوي قائلا أن لا يدل على فضل شهر رمضان أكثر من الآية التي
أنزل فيها فقال الله سبحانه وتعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، ثم يطلب منا
تكريما لذلك الحدث في ذلك الزمان أن نستقبله بالصوم والذكر والإكثار من قرأة
القرآن الكريم، وأيضا أضاف الشيخ الشعراوي أن
نزول القرآن الكريم في شهر رمضان
فمعنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى أراد منا أن نستقبله إستقبال حسن، و يريد منا
أن نمتنع عن شهوتي البطن والفرج في نهار
رمضان، فحين نجوع يجب أن نلتفت الي لفتة كونية في الوجود كثيرا ما يغفل الناس
عنها، وهي أن أي شيء في الوجود له طاقة يستمد قوته منها و عندما تنتهي هذه الطاقة
يقف ولكن الله سبحانه وتعالى حين يمنع من البشر الطعام والشراب فهناك ذاتية
إستبقاء في نفس الأشخاص لأن بداخلنا شيء لا يعلمه إلا الله يمدنا بالحركة ونستمر
في حياتنا، وذلك ما لا يقدر عليه البشر وهناك أيضا أنك حين تجوع يكفيك أي طعام
ولكن الناس لا يلتفتون لذلك ويصنعون الكثير من الطعام على قد رجوعهم فيصنعون انواع
متعددة، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد مني أن نشعر بالفقير والمحتاج لا أن نعد
الكثير من الطعام.
معنى الصوم:
عرف الشيخ الشعراوي الصوم قائلا هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج نهار رمضان،
والدقة في العبارة أننا لا نمسك عن الطعام جملة ولا عن النساء جملة ولكن مسك نهار
رمضان عن الشهوات والشهوات شيء فوق الضرورة والشيء فوق الضرورة يعتبر شهوة.
الطرق السليمة لاستقبال شهر رمضان:
ينبغي على المسلم أن يستقبل شهر رمضان بالطاعة وأن يكون من السباقين إليها و
المتنافسين فقال الله تعالى: (وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، ويجب علينا أن
نحرص على إستقبال شهر رمضان بطرق سليمة وهي:
●
الدعاء بأن
يبلغنا الله شهر رمضان ونحن في صحة وعافية حتى نكون قادرين على عبادة الله تعالى
وعلى الصيام والذكر، وفي راوية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال كان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) رواه أحمد
والطبراني، و إذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل:( الله أكبر اللهم
أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك
الله) رواه
الترمذي والدارمي وصححه ابن حيان
●
الحمد والشكر على
بلوغ شهر رمضان فقال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار:( أعلم أنه يستحب
لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو إندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى أو
يثنى بما هو أهله).
●
الفرح والإبتهاج
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: ( جاءكم شهر رمضان
شهر رمضان مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب
الجحيم) أخرجه
أحمد.
●
العزم هو التخطيط
المسبق للاستفادة من شهر رمضان فكما نخطط أمورنا في الدنيا يجب علينا أن نخطط
لأمورنا في الآخرة، لذلك يجب علينا استغلال شهر رمضان في الطاعات والعبادات
وإغتنام هذه الأيام والليالي المباركة في
طاعة الله تعالى.
●
العلم والفقه
بأحكام رمضان فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم ولا يعذر بجهل الفرائض التي
فرضها الله على عباده ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم
وأحكامه قبل مجيئه ليكون صومه صحيح أم مقبول عند الله.
●
عقد العزم الصادق
على اغتنامه وعماره أوقاته بالأعمال الصالحة فمن صدق الله صدق وعينه على الطاعة
ويسر له سبل الخير فقال الله تعالى عز وجل: (فَلَوْ صَدَقُوا
اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ).
●
تهيئة النفسية
والصحية من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل وسماع الأشرطة الإسلامية
وبذلك نهى النفس للطاعة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤلف وش أصحابه لاستغلال
هذا الشهر الفضيل يقول في آخر يوم من شعبان كان يخطب فيهم عن شهر رمضان وفضائله.
●
علينا أن نستقبل
شهر رمضان بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب
والإقلاع عنها وعدم العودة إليها فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟ فقال
الله تعالى:
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)
تعليقات