لماذا
أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بإطفاء الأنوار عند النوم ؟
لا شك أن أي أمر من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لابد من وراءه حكمه، ولا
ما كنا نأمر به، ومما أمرنا به صلى الله عليه وسلم أن نطفئ الأنوار عند الخلود للنوم و بعد سنوات من
البحث، أثبت البحث العلمي تأثير الضوء على الانسان والبيئة، وقال العلم صدق رسول
الله.
عن جابر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أطفئوا المصابيح
بالليل إذا رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكوا الاسقية، وخمروا الطعام والشراب قال
همام أحسبه قال ولو بعود يعرضه) رواه البخاري، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم، فكفوا
صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب
واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، وأوكوا قربكم واذكروا اسم
الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليها شيئا، وأطفئوا
مصابيحكم) متفق
عليه.
وقد إكتشف العلماء بعد مئات السنين أن إطفاء المصابيح عند النوم يقي البشر من
ضرر كبير فالضوء في الليل يؤثر على الساعة البيولوجية للإنسان الذي من المفترض أن
تتكيف أجهزته وخلاياه مع الأجواء التي تحيط به، فقد جعل المولى عز وجل الليل للنوم
والراحة، وجعلنا الليل والنهار للعمل والسعي فقال تعالى: (وَجَعَلْنَا
نَوْمَكُمْ سُبَاتًا وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ
مَعَاشًا)
فاذا ظلت المصابيح موقدة، فسوف تؤثر بالسلب الكبير على صحة الانسان عندما يخلد
للنوم، كما أن هناك غدة تسمى الغدة الصنوبرية تعمل في الظلام فقط، ووظيفتها
الرئيسية ان تقوم بإفراز هرمون يساعد الجسم على أداء مهامه بشكل منضبط، وهي التي
تساعد الإنسان على الدخول في النوم، وإذا لم ينم الإنسان لم يستطيع أن يكمل دورة
حياته، التي من المفترض أن يتخللها النوم والراحة والسكون، وإرتياح أعضاء الجسم
المختلفة، فسبحان من بالخير صلى الله عليه وسلم، في إظلام المصابيح إعجاز نبوي يقي
الإنسان و بيئته من التلوث الضوئي الذي ينشأ من التعرض الزائد للضوء في الليل، وقد
حذرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من خطر المصابيح إذا تركناها مضاءة في الليل وذلك
في عدد كبير من الروايات منها ما ذكر علة التحذير وهي الخوف من الاحتراق بنارها،
ومنها ما جاء بدون ذكر سبب إطفاء المصابيح، لتعم الرحمة النصيحة النبوية جميع
المخلوقات في كل مكان وزمان
تعليقات