هل تعلم من هي المرأة التي رفضت شفاعة النبي محمد صلى الله عليه و سلم؟ ولماذا رفضت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؟
يوم القيامة هو أكثر الأوقات التي يحتاج فيها العبد إلى عون ورحمه، ولم يكن
هذا اليوم بعيدا أبدا عن ذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان يقول:( بعثت أنا والساعة
كهاتين يقول رسول الله لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت
دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة) ومع عظمة هذه الشفاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
إلا أن هناك امرأة رفضت شفاعته صلى الله عليه وسلم، فمن هي هذه المرأة؟ ولماذا رفضت
الشفاعة؟ وأين كانت تعيش هذه المرأة؟
هل تعلم من هي المرأة التي رفضت شفاعة النبي محمد صلى الله عليه و سلم؟ ولماذا رفضت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؟ |
تعتبر هذه القصة قصة واقعية حدثت في المدينة المنورة وفي بيت النبي صلى الله
عليه وسلم وفي عصر النبوة إنها قصة إمرأة حسن إسلامها فقد إستنشقت عبق الإسلام في
عبوديتها وحريتها، حيث عاشت في بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكانت تعمل عند
السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها هي السيدة بريرة رضي الله عنها
عاشت منذ صغرها في حياة العبودية القاسية حيث كانت تعمل جارية عند قوم من الأنصار
منذ نعومة أظافرها في حمل المياه وحلب الشاة، وكانت غير سعيدة بل كانت دائما حزينة
لانها حرمت منذ صغرها من الحنان الأبوي تزوجت بريرة رضي الله عنها من مغيث بن جحش
وكان أيضا عبدا مملوكا من عبيد آل أبي أحمد بن جحش ورزقها الله منه بطفل، وأخذت
تنتقل في عملها من بيت إلى آخر، حتى إستقرت في العمل في بيت النبي صلى الله عليه
وسلم في خدمة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بعد أن نالت بريرة حريتها مضت إلى
أهلها فرحة مسرورة وبدأت تطوف بين الديار تخبرهم بأمرها وتحدثهم عن الأمر، الكل
فرح لها وبخبر حريتها وفكاكها من أسر العبودية إلا شخص واحدا وهو زوجها مغيث الذي
ما كان يصدق الخبر ولا يدري ماذا يصنع هل يفرح والحرية زوجته أم يحزن؟ خصوصا أن
هناك أمرا يدعو لحزنه وهو أن زوجته ستنفصل عنه وتركه بعد حريتها في ظل عبوديته لم
يعرف مغيث ماذا يفعل؟ وبقي يفكر في أمره وبقيت بريرة في فرحتها حتى جاءه ذاك الخبر
الذي قطع أحشاء فؤاده عندما أعلمته زوجته بأنه لا يمكن لها أن تعيش معه بعد أن
أصبحت حرة وهو مازال عبدا، لم يشفع له حبه الكبير عندها وعندما رآى مغيث إصرار بريرة على صده وأنها عازمة على تركه
إستشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم فشفع له عندها، فقال النبي:( لو راجعته فإن
زوجك وأبو ولدك قالت: يا رسول الله تأمرني، قال:
إنما أنا أشفع، قالت: لا حاجة لي فيه)، ومضى مغيث في
حزنه ودموعه ولم يعرف ماذا يصنع وقد إنفصل عن زوجته التي أحبها وعندما التقى النبي
بعمه العباس لاحقا قال له:( يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة
مغيثا) في القصة
هذه عبر عديدة ودروس حياتية كثيرة منها
أنه على الرغم من علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحب الكبير إلا أنه لم ينكر
ذلك بالرغم معرفته أن الحب هنا من طرف واحد ولم يعنف أحد منهما، الإسلام لا يمنع
الحب الطاهر ولم يأتي ليكبت الأحاسيس ولا
ليضيق على الناس في التعبير، قارنوا هذا الكلام في هذه القصة مع بعض تصرفات من
يعنف من أحب بقصد الزواج متحججا بزريعة أن الزواج المبني على حب فاشل، إن ديننا
دين واقع لا يرسم المثاليات التي لا تتحقق وتشرع لكل شيء ما يناسبه يقوم المشاعر
وينظمها لكنه لا يكبتها ولا يصادرها.
تعليقات