هل تعلم أين يذهب أطفال المسلمين بعد موتهم؟ وأطفال المشركين يوم القيامة؟
هل تعلم أين يذهب أطفال المسلمين بعد موتهم؟ وأطفال المشركين يوم القيامة؟ |
مصير أطفال المسلمين:
جاءت أحاديث كثيرة تبين مصير أطفال المسلمين كما ورد في القرآن بعض الآيات
التي توضح ذلك وفي كلام العلماء بين وأيضا فبذلك قول الله تعالى: ( وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ
بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)، ومن السنة ما رواه الإمام أحمد رحمه الله في سنده عن قرة
ابن إياس رضي الله عنه: ( أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تحبه؟ قال: نعم يا رسول الله، أحبك الله كما أحبه
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل فلان بن فلان؟ قالوا يا رسول الله
مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: ألا تحب أن لا تأتي بابا من أبواب
الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ فقال رجل يا رسول الله: إنه خاصة أم لكلنا؟ قال: بل
لكلكم) رواه احمد وقال المنذري رجاله رجال الصحيح، و رواه مسلم في صحيح عن ابي
حسان قال:( قلت لأبي هريرة: انه قد مات لي ابنان فما انت محدثي عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا قال: نعم صغارهم دعاميص الجنة،
يلتقي أحدهم أباه أو قال: أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده، كما أخذ أنا بصنفه ثوبك
هذا فلا يتناهى أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة) وفي رواية عن
النسائي: ( قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم، إذا جلس إليه نفر من أصحابه فيهم
رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه فهلك فهمت مع الرجل أن يحضر الحلقة
لذكر ابنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالي لا ارى فلانا، قالوا يا
رسول الله بنيه الذي رايته هلك، فضل قيام النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه
فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال: يا فلان أيما كان أحب أليك، أن تمتنع به عمرك،
أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك، قال يا نبي
الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لهو أحب إلي، قال: فذاك لك)، والروايات انصحهم
الالبانيين، وروي النسائي ايضا:( ما من مسلمين يموت بينهم ثلاثة أولاد لم يقبلوا الحنث
إلا أدخلهم الله بفضل رحمته إياهم الجنة قال: يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيقولون: حتى
يدخل أباؤنا فيقال: أدخلوا الجنة أنتم وآباؤكم) وصححه الالباني، وقال الله تعالى
في ذلك: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ
أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن
شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).
مصير أطفال المشركين:
قد اختلف العلماء فيه إلى أقوال:
●
أولا: أنهم في الجنة وبعضهم يقول أنهم على
الأعراف ومرد هذا القول أنهم في الجنة لان هذا هو حال أهل الأعراف وهو قول الأكثر من أهل العلم كما نقله عنهم ابن عبد
البر في التمهيد، ودليلهم عن حسناء بنت معاوية من بني صريم قالت: ( حدثني عمي قال
قلت يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في
الجنة و الوئيد في الجنة) رواه الإمام
أحمد وضعفه الألباني في ضعيف الجامع.
●
ثانيا: انهم
مع آبائهم في النار وقد نسب القاضي أبو يعلى هذا القول لأحمد وغلطه شيخ الإسلام
جدا، ودليلهم عن سلمة بن قيس الأشجعي
قال:( أتيت أنا وأخي النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أمنا ماتت في الجاهلية
وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وانها وأدت اختا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث فقال
الوائدة والموؤدة في النار إلا أن تدرك
الوائدة الإسلام فتسلم) حسنه الحافظ ابن
كثير في التفسير.
●
ثالثا: التوقف
فيهم وهو قول حماد بن زيد و حماد بن سلمة وابن المبارك وإسحاق ابن راهويه، دليل هم
عن ابن عباس:( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال الله أعلم
بما كانوا عاملين) رواه البخاري ومسلم.
●
رابعا: منهم
من قال انه خدمه اهل الجنة قال شيخ الإسلام رحمه الله ولا اصل هذا القول ( كنت وقد
ورد ذلك في حديث عند الطبراني والبزار لكن بعثه الائمه ومنهم الحافظ بن حجر في
الفتح.
●
خامسا: أنهم
يمتحنون في الآخرة فمن أطاع الله دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وهو قول معظم أهل
السنة والجماعة، كما نقله عنهم أبو الحسن الأشعري، وهو قول البيهقي وطائفة من
المحققين، وهو الذي مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وذكر أنه مقتضى نصوص الإمام
أحمد وهو الذي رجحه الحافظ ابن كثير، دليل هم عن أنس قال: ( قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: يؤتى بأربعة يوم القيامة : بالمولود، والمعتوه، ومن مات في
الفترة، والشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار:
أبرز ويقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسولا من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم
أدخلوا هذه، أي النار قال فيقول: من كتب عليه الشقاء يا رب أنى ندخلها ومنها كنا
نفر، قال: ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحمن فيها مسرعا، قال: فيقول الله تعالى
أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصيه فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار)، وقال ابن القيم
رحمه الله (وهذا أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في هذا الباب).
وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة كما في حديث سمرة، وبعضهم في النار كما في
حديث عائشة رضي الله عنها، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا وأنه قال:
(الله أعلم بما كانوا عاملين ايه خلقهم)، و معلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم ما
لم يقع معلومة، وهو إنما يعذب ومن يستحق العذاب على معلومة وهو متعلق علمه السابقة
فيه لا على علمه والمجدد وهذا العلم يظهر معلومة في الدار الآخرة و في قوله (الله
أعلم بما كانوا عاملين)، اشارة الى أنه سبحانه كان يعلم ما كانوا عاملين لو عاشوا
وان من يطيعه وقت الإمتحان كان من يطيعه لو عاش في الدنيا ومن يعطي حين إذ كان من
يعطيه لو عاش في الدنيا فهو دليل على تعلق علمه بما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
تعليقات