حقيقة الدابة الناطقة التي تخرج في آخر الزمان عند الكعبة المشرفة ولا يستطيع أحد الهروب منها
إن من قيام الساعة قد اقتربت جدا وخاصة بعد أن ظهر العديد
من علامات الساعة الصغرى، انشقاق القمر، و
ظهور نار الحجاز، وتطاول الناس في البنيان، فلا بد على المسلم أن يعلم ما
سيحدث في الأيام القادمة، وخاصة عند ظهور
علامات الساعة الكبرى والفتن التي لا ينجو منها إلا من أراد الله تعالى، ولعل أغرب
ما سيحدث من علامات الساعة الكبرى هو خروج دابة من أحد الدول العربية تكلم الناس
بلغاتهم وتسمعهم فيفهمونها وتفهمهم ولها قدرات عجيبة سنتعرف عليها من خلال مقالنا
اليوم.
حقيقة الدابة الناطقة التي تخرج في آخر الزمان عند الكعبة المشرفة ولا يستطيع أحد الهروب منها |
الدابة الناطقة التى تظهر آخر الزمان:
إن من أخطر وأعجب علامات الساعة الكبرى التي ذكرها نبينا
الصادق الأمين هو ظهور الدابة الناطقة والتى تخرج في آخر الزمان، قال تعالى في
سورة النمل (وَإِذَا
وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُم دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ
تُكَلّمُهُم أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُون ).
صفات الدابة الناطقة:
هي دابة تمشي على أربعة أرجل، تشبه الحرباء، وتكون ضخمة
الحجم، والمميز بها أيضا أن لها لحية كثيفة في وجهها، وقد وصفها على ابن أبي طالب
رضي الله عنه فقال:(إنها دابة لها ريش وزغب وحافر وما لها ذنب، ولها لحية)، وقد إختلفت
الأقوال في تعيين نوع هذه الدابة، فمنهم من قال إنها من فصيلة ناقة صالح، ومنهم من
قال أنها الجساسة التي تتحسس الأخبار للأعور الدجال، وقال ابن عباس أن دابة الأرض
هي الثعبان الموجود على جدار الكعبة والتي تم التخلص منها من قبل العقاب، وذلك
عندما أرادت قريش بناء الكعبة المشرفة، وكل هذه الأقوال لا دليل صحيح عليها من
كتاب أو سنة، وإجتمع المفسرون أن هذه الدابة مخالفة لما اعتاده البشر، والآية الصحيحة في القول
العربي أنها دابة و معنى الدابة في لغة العرب واضح ولا يحتاج إلى تأويل أي أنها
نوع من أنواع الحيوانات و لا يعلمه إلا الله تعالى، وإن هذه الدابة تخرج من الأرض
من حيث لا يعلم أحد، وتفعل العواجب والخوارق، فتبدأ بمخاطبة الناس و تفهم ما
يقولون، وتمر على كل الناس فتسم المؤمن بوسم خاص والكافر بوسم خاص، فيعرف المؤمن
والكافر من وجوههم وعن أمامة رضي الله عنه قال: ( أن نبي الله صلى
الله عليه وسلم قال: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يغمرون فيكم حتى
يشتري الرجل البعير فيقول من من اشتريته
فيقول: اشتريته من أحد المخطئين)
و عند خروج دابة الأرض العظيمة من موطنها فإنها ستوسم المؤمن والكافر، فأما المؤمن يستدل عليه
وعلى إيمانه من وسم جبينه المضيء، بينما تسم الدابة علامة على أنف الكافر للدلالة
على كفره وظلمه حتى يفتضح أمره، وعن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال:تخرج الدابة ومعها عصا موسى عليه السلام وخاتم سليمان عليه
السلام، فتختم أنف الكافر بالخاتم وتجلو وجه المؤمن بالعصا، حتى إن أهل الخوان،
والخوان هو ما يوضع عليه الطعام لا يجتمعون على خوانهم فيقول هذا يا مؤمن ويقول
هذا يا كافر)، وبعد
خروج هذه الآية لا تنفع التوبة، حيث أن بابها يكون قد أغلق بطلوع الشمس من مغربها،
فعند خروج الدابة لا تقبل التوبة بعد ذلك أبدا فيكتب الكافر عند الله كافرا
والمؤمن مؤمنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث إذا خرجن لا
ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، طلوع الشمس من
مغربها والدجال ودابة الأرض) رواه مسلم.
وقت خروج دابة الأرض:
يكون عند فساد الناس وتركهم لأوامر ربهم وتبديلهم الحق
بالباطل، فتخرج تماديهم في العصيان والفسوق والعصيان وإعراضهم عن القرآن والصلاة
وصنع المعروف، وغرقهم في المعاصي والشهوات لدرجة لم ينفع مع موعظة، فإذا حدث ذلك
أخرج الله تعالى لهم الدابة، والدواب في العادة لا تعقل ولا تنطق ليعلم الناس أن
ذلك آية من عند الله تعالى، وتكون الدابة من أول علامات قيام الساعة الكبرى ونهاية
الزمان و خروج الدابة يكون قريبا من طلوع الشمس من مغربها، فقد روى مسلم في صحيحه
من حديث عبد الله بن عمرو قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات
خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحا وأيهما ما كانت قبل
صاحبتها فالأخرى على أثرها قريب) رواه مسلم.
مكان خروج دابة الأرض:
يكون لها ثلاث خروجات فمرة ستخرج في بعض البوادي ثم تختفي لمدة طويلة، ثم تعود
وتخرج من بعض القرى ويشاهدها بعض الناس ثم تختفي، ثم تظهر في المسجد الحرام وسط
مكة المكرمة وعندها يشاهدها كل الناس ويتأكدوا منذ ظهورها فعن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: ( بينما
الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترجو
بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فانفض الناس عنها شتى ومعا وبقيت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم
لا يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها مثل الكوكب الدري وولت في الأرض
لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى أن الرجل يتعوز فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلي فيقبل
عليها فتسمه في وجهه ويقال انها تخرج من جول الصفا)، وخروج الدابة
من هو واحدة من علامات الساعة الكبرى.
تعليقات