هل تعلم ما حدث ليوسف داخل البئر وماذا وجدوا داخل البئر؟
من منا لا يعرف قصة يوسف عليه السلام وبدأت قصة الرؤيا التي رآها، وذهب يجري على أبيه ويقص له رؤياه لأنه لا يعرف تفسيرها وحار في تعبيرها لهذا جاء إلى أبيه وقال له يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، يا ابتي رأيتهم مجتمعين جميعا ثم سجدت لي شعرت أن تلك الكواكب كانت تدرك ما تفعل، شعرت أنها تبتسم لي ثم سجدت أمامي بخضوع فرد عليه أباه وهو كان يصغى إليه بإهتمام وقد علم أن ليوسف في المستقبل شأنا عظيما، فقال لا له يا بني: لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدوا مبين إن الله سبحانه يا يوسف سوف يختارك لإبلاغ رسالته وسوف يعلمك تعبير الرؤيا والأحاديث ويباركك الله يا ولدي كما بارك آبائك من قبل إبراهيم وإسحاق وكما بارك الله يعقوب وكان سيدنا يوسف صغيرا في عمر التسع سنين فقط وكان جماله يتلألأ في وجهه وفي عينيه التي تشع صفاء وكان بريئان طيبا طاهرا، ولكن كلما زاد سيدنا يوسف جمالا وزاد حب أبيه سيدنا يعقوب له تضاعف الحسد في نفوس إخوته العشرة وإزداد حقدهم على يوسف، وكانوا يذهبون كل يوم إلى البوادي لرعي الماشية ولم يفكروا إلا في شيء واحد فقط كيف يتخلصون من يوسف؟! فوسوس الشيطان إلى نفوسهم و فكروا في قتله ولكن كيف فمنهم من قال: نأخذه معنا إلى المراعي ثم نتخلص منه وهكذا كانت المؤامرة، مرت الأيام وهم يتظاهرون بحب يوسف ويبتسمون له وحببوا الى نفسه الذهاب إلى المراعي ليري تلك المروج الجميلة التي يتحدثوا عنها إخواته فكل يوم يتحدثون إليه عنها ويشوقونه لها، كان يوسف بريئا طيبا وصدقهم وصدق حبهم الكاذب و احب الذهاب معهم الى البادية تلك الارض الواسعة والآفاق الجميلة و المروج الخضراء ولكن كان سيدنا يعقوب يخاف على ولده من الغدر كان لا يسمح له بالذهاب، وفي ذات مساء جاء الإخوة العشرة وابتسم ليوسف وقالوا له ما أجمل تلك المروج! وما اجمل تلك الفلوات! لقد إستمتعنا كثيرا ولعبنا كثيرا لماذا لا تأتي معنا يا يوسف؟ وبالرغم من ان سيدنا يوسف كان يريد الذهاب معهم ولكن كان يسمع كلام أبوه وهو لا يفعل شيئا من دون إذن والده، وفي يوم أقنع الإخوة والدهم بأن يذهب يوسف معهم وبالفعل ذهب يوسف وتظاهروا بحبه يوسف وقالوا لأبيهم يا أبانا لا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون، نحن نحب يوسف يا أبانا نحبه كثيرا يا ابانا إرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون، كان يعقوب لا يرغب بذهاب يوسف مع إخوته لانهم يحسدونه وقد يخدعوا من الشيطان في يقدرون به لهذا قال لهم بحزن اني ليحزنني ان تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون وفي النهاية ذهب يوسف مع إخوته الى البوادي البعيدة وعندما بعدا عن العيون و مضارب الخيام، ذهبت تلك الوجوه الباسمة الكاذبة وجاء يهوذا و صفع يوسف بشدة وصاح به أسرع يا ابن راحيل تعجب يوسف لهذا العمل ونظر لأخيه بتعجب تصور أنه يمزح معه ولكن لا إن عينيه تبرقان بالشر وقد ظهرت اسنانه مثل ذئب متوحش، شعر يوسف بالخوف وأسرع في مشيه،وركله أخيه الآخر سقط على وجهه ونظر إلى من ركلة كان شمعون قال يوسف بألم لماذا يا شمعون انا اخوك انا ابن يعقوب صاح راوبين اسكت لا تقولها ابدا انت ابن راحيل بكى يوسف وخنقه البكاء وقال لهم انا اخوكم انا يوسف وبعد انا التفوا حوله صحفية جميعا وقالوا أنت عدونا، عدونا الذي إستحوذ على قلب أبينا يعقوب وبرقت عينهم بالشر وأخرج أحدهم خنجره ليقتله ولكن ركض يوسف وركدواة وراءه وأمسكوا به وانهالوا عليه بالضرب ونزف كثيرا تبادل الاخوه العشرة الضرب علي يوسف وينظر اليه وقالوا هذه فرصتنا للتخلص منه و اخذ ويتبادلون الافكار و يتهامسون كيف يتخلصوا من يوسف وكيف يحققوا أهدافهم ويبعدوا يوسف نهائيا عن وجه أبيه وفي النهاية اجتمع الأخوة على رأي واحد وهو أن يلقوه في البئر حتى إذا عبر السيارة أخذوه معهم باعوه كالعبيد والأهم من هذا انه سوف يبعد عن أبيهم للأبد كل هذا ويوسف في دهشة وتعجب هل يفعل اخواني هذا بي؟ هل هذه حقيقة إخوتي يتآمرون علي منذ وقت طويل؟ ولكن لم يصدق يوسف ما يفعله اخواته إلا عندما وجد نفسه إذا به على حافة البئر وأدرك أن الشيطان قد تمكن منهم وحولهم إلى ذئاب بشرية لا رحمة في قلوبهم جردوه من قميصه أولا وألقوه في البئر وتركوه ورجعوا الى البيت وأخذ يوسف ينادي عليهم بأسمائهم ويهتف بهم ويقول أريد أن أعود إلى أبي وأمي وخيمتي، ولكن لا أحد في قلبه رحمه لأخيه فذهبوا وتركوا في داخل البئر، ووقع يوسف على صخرة كان يجري من تحتها الماء وكان الهواء داخل البئر رطبا والفضاء كان مظلما وكان ينظر يوسف الى فوهة البئر إلى السماء الزرقاء الصافية وبالرغم من هذا كله شعر يوسف أن قلبه يمتلئ بالنور وأن ملاك يحدثه بهدوء يقول له اصبر يا يوسف لسوف تخرج من هذه البئر سوف تخبر إخواتك هؤلاء بما فعلوا بك فغادر الخوف قلب يوسف لقد كان مؤمنا بالله واثقا بأن ما حصل له هو امتحان لهذا صبر يوسف وكان ينتظر بهدوء الى ما سوف يحدث وكان الصمت يملأ المكان وشيئا فشيئا خفت لون السماء الزرقاء فأدرك أن الشمس قد غابت وأن إخوته سيعودون فبكي من أجل أبيه ونام يوسف وكلنا نعلم ماذا فعل إخوة يوسف بعد ان رجع لأبيهم وما هي الحكاية التي ألفوها ورواها لسيدنا يعقوب ولكن لم يصدقهم سيدنا يعقوب وبكى ثم امتلأت عيناه بالدموع وقال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون وقال يعقوب بس اصبر ساتحمل وانا اعرف ان نفوسكم قد وسوست لكم، ونرجع الى يوسف ايه هو حزين ولكن لم يترك الله سبحانه وتعالى وبالرغم من حزني ظل صامدا و يعرف أن ما حدث هو امتحان له من الله كان ينظر الى السماء ويتم بكلمات الحمد رأى يوسف في عالم الرؤيا أحد عشر كوكبا ورأي الشمس والقمر رآهم يهبطون إلى داخل البئر فامتلأ نورا ،رآهم يبتسمون له ويسجدون احتراما واجلالا استيقظ يوسف من غفوته وتطلع الى السماء الزرقاء ورأى سرب من الطيور البيضاء المهاجرة فدمعت عيناه من أجل ابيه ومرت ثلاثه أيام ويوسف داخل البئر مثل لؤلؤه في أعماق البحر لا أحد يعرف ان في هذا البئر وظله يوسف بدون أكل لمدة ثلاث أيام، كان يكتفي فقط بشرب الماء فهو تعود على الصوم فكان يصوم مع أبيه فتحمل آلام الجوع بصبر وبعد ثلاث أيام مرت قافلة بالبئر ونزل التجار يشربوا من البئر والقى الرجل الدلو الي أعماق البئر كان يوسف ينتظر هذه اللحظه كان الحبل هو حبل لنجاة هو خلاصة من البئر تدفق نابع من الفرح الى قلبه وعلم أن الله لا ينسى عباده فإن قد خرج من هذا البئر المظلم مثل اللؤلؤه التي تخرج من صدفه خرج يوسف من الببئر مثل القمر يشق طريقه وسط الظلام سطع وجه يوسف واضاء المكان وهنا نختم مقالنا حيث ألقينا الضوء على جزء لم يذكره الكثير عن قصة يوسف وهو كيف كان في البئر وكيف مرت عليه هذه المدة عليه.
تعليقات