خمسة أنبياء بني اسرائيل لم يذكرهم القرآن
هناك بعض الأنبياء الذين لم يتم ذكرهم في القرآن
الكريم ومن ضمنهم نبي الله يوشع بن نون عليه السلام وقد ذكره الله في القرآن غير
مصرح باسمه في قصة الخضر من قوله تعالى (وإذ قال موسى لفتاه)، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يوشع
بن نون وهو المتفق علي نبوته عند أهل الكتاب فإن طائفة منهم وهم السامرة لا يؤمنون
بموت أحد بعد موسى إلا يوشع، وقال ابن كثير ان يوشع هو أحد الرجلين الذين ذكاهما
الله في سوره المائدة ( قال رجلان من الذين
يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله
فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) وأورد أنه لما استقرت
يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه وبين اظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم
بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله
عليه وسلم قال (غزا نبي من الأنبياء فقال للشمس أنت مأمورة وأنا
مأمور اللهم احبسها علي شيئا) والذي يدل على هذا أن
النبي هو يوشع فتى موسى لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الشمس لم تحبس إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس) رواه أحمد، وورد أنه النبي الذي أخرج الله على يديه بني
إسرائيل من صحراء سيناء وحرب أهل فلسطين وانتصر عليهم ولم يخرج أحد من التيه ممن
كان مع موسى سوى أثنين هما الرجلان اللذان أشارا على الملأ بني إسرائيل بدخول قرية الجبارين ويقول
المفسرون إن أحدهما يوشع ابن نون.
كالب بن يوفنا :
وذكر ابن جرير في تاريخه أنه لا خلاف بين أهل
العلم من أمتنا وغيرهم على أن القائم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع هو كالب بن يوفنا
أحد أصحاب موسى وأحد الرجلين الذين ممن
يخافون الله وهما يوشع وكالب ثم من بعده كان القائم بأمور بني إسرائيل حزقيل
بن بوذي وهو الذي دعا الله فأحيا الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت قال
الله تعالى (ألم ترى إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر
الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس
لا يشكرون)، أما نبي الله
شمويل في فقد قال ابن كثير هو صمويل وقيل هو من ورثة هارون، وعن ابن عباس
وابن مسعود وأناس من الصحابة، أنه لما غلبت العمالقة من أرض غزة وعسقلان على بني
إسرائيل، وقتل منهم خلق كثير وسبوا من أبنائهم جميعا كثيرا وانقطعت النبوة من سبط
لاوي، ولم يبقى فيه المرأة حبلى فجعلت تدعو الله أن يرزقها ولدا ذكر فولدت غلاما فسمته
أشمويل، ومعناه بالعبرانية إسماعيل أي سمع الله دعائي، فلما ترعرع بعثته إلى
المسجد وأسلمته عند رجل صالح لا يتعلم من خير وعبادته فلما بلغ أشده بينما هو نائم
إذ صوت يأتيه من ناحية المسجد فأنتبه مذعورا فظنه الشيخ يدعوه فسأله أدعوتني؟ فكره أن يفزعه فقال نعم نام فنام، ثم ناداه الثانية
فكذلك ثم الثالثة، فاذا جبريل يدعو فجاء فقال إن ربك قد بعث لك إلى قوم فكان من أمره معهم ما قص الله في كتابه (الم ترى الى الملا من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا
لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا
تقاتلوا قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما
كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين) كانوا أكثر المفسرين كان نبي هؤلاء القوم هو شمويل وقيل
شمعون وقيل هما واحد ويصل نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وذكر ابن كثير و
ابن إسحاق اثنين من أنبياء بني إسرائيل الذين لم يرد ذكرهم في القرآن هما أرميا
ابن حلقيا وشعيا ابن امصيا، وكان شعيا قبل زكريا ويحيى وهو ممن بشر بعيسى و محمد
عليه الصلاة والسلام.
نبي الله دانيال:
أما نبي الله دانيال فقد القى بختنصر أسدين في
جب فألقاه عليهما فلما يهيجاه فمكث ما شاء الله، ثم أشتهى الطعام والشراب فأوحى
الله إلى أرميا وهو بالشام أن يعد طعاما وشرابا لدانيال وحمله حتى وقف على رأس
الجب فقال: دانيال ما هذا؟ قال أنا أرميا فقال: ما جاء بك؟ قال أرسلني إليك ربك قال: وقد ذكرني ربه فقال: نعم فقال دانيال: الحمد لله الذي لا
ينسى من ذكره ويجيب من رجاه.
العزير ابن شرحيا من ذرية هارون بن عمران من
أنبياء بني إسرائيل، أماته الله مائه عام ثم بعثه جدد الدين لهم وعلمهم التوراة
بعد أن نسوها، فقد انحرفوا عن منهج الله، فبعث إليهم عزير، وأمره أن يذهب إلى قرية
فوجدها خرابا ليس فيها بشر وقف متعجبا كيف يرسله الله إلى قرية خاوية انتظر أن
يحييها الله لأنه مبعوث إليها فأماته مائة عام ثم بعثه، فاستيقظ فأرسل الله له
ملكا في صورة بشر (قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم) أمره الله بأن ينظر لطعامه ما الذي ظل بجانبه مئة سنة فرآه
سليما كما تركه لم يتغير طعمه أو ريحه، ثم أشار له هو الي حماره فرآه تحول إلى
عظام ثم نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار ثم بدأ اللحم
يكسوها ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل أمام عينيه ثم خرج إلى القرية فرآها قد عمرت وامتلأت
بالناس، فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى الدين من جديد،
و أحبوه حبا شديدا وقدسوه للإعجاز الذي ظهر فيه حتى وصل تقديسهم له إلى أن قالوا
عنه أنه ابن الله ( وقالت اليهود عزير ابن الله) وقيل إنه رجع وقد حرق بختنصر التوراة فأملاها العزير من ظهر
قلبه فقالوا ما جعل الله التوراة في قلبه إلا وهو ابنه فانحرفوا عن المنهج القويم.
تعليقات