القائمة الرئيسية

الصفحات

هل غرق فرعون وجنوده في البحر أم اليم؟ وما الفرق بينهما؟

 هل غرق فرعون

وجنوده في البحر أم

اليم؟ وما الفرق

بينهما؟

في الآونة الأخيرة انتشر في وسائل إعلام غربية خلال الأيام الماضية عن التوصل لهياكل يعتقد أنها لجنود فرعون الذين غرقوا خلال مطاردة النبي موسى وبني إسرائيل في البحر الأحمر وتحديدا عند مدينة رأس غارب بمصر، حيث كان يجري البحث عن سفن أثرية غارقة ترتبط بالعهد الحجري والبرونزي في منطقة البحر الأحمر، وتم بالمصادفة اكتشاف كتلة كبيرة جدا من العظام والجماجم الإنسانية وأكثر من 400هيكل عظمي ومئات قطع الأسلحة والدروع وبقايا مركبتين حربيتين منتشرة على مساحة 200 متر مربع وهو ما جعل الجميع يعتقد أنها لجيش فرعون.





اين غرق فرعون ماذا فعل سيدنا جبريل عند غرق فرعون هل غرق فرعون في النيل مكان غرق فرعون في البحر الأحمر اين يقع البحر الذي غرق فيه فرعون قصة فرعون يوم غرق
هل غرق فرعون وجنوده في البحر أم اليم؟ وما الفرق بينهما؟


غرقوا في اليم؛ فهو عبارة عن منطقة في البحر.

فهناك فرق بين اليم، والبحر: تجده عند تدبر الآيات التي وردت فيها  كلمة: البحر، وكلمة: اليم.

فالقرآن دقيق التعبير فقال باليم؛ ليوضح حال مكانية جغرافية لموقع الحدث في البحر نفسه!

فالبحر من أوله إلى آخره عرضا: يسمى طريق؛ فالطريق بعرض البحر كله؛ لقوله: (واضرب لهم طريقا في البحر يبسا) طه: ٧٧.

والبحر مقسم إلى مناطق كل منطقة فيه لها مسمى:

فأوله من على اليابسة: الشاطئ: يسمى: سيف البحر، أو الساحل: ويطلقان على ماء الساحل لقوله: (فليلقه اليم بالساحل) فالماء فيه ليس بالعميق الذي يغرق وارتفاع الماء فيه لا يتجاوز المتر تقريباً.

ثم يليه مباشرة اليم: وهو ما بين الساحل وعرض البحر؛ ويكون ذلك في البحار المالحة؛ كالبحر الأحمر الذي غرق فيه فرعون وجنوده... وقد شاهد من كان على الساحل غرقهم...

فلم يغرقهم الله في وسط البحر...ففرعون أهون عند الله؛ لذلك أغرقه فى طرف البحر...

واليم يكون أيضاً في البحار العذبة؛ كالنيل الذي ألقى فيه موسى -عليه السلام- وهو صغير في التابوت؛ لقوله فى سورة طه: ٣٩: (أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له) وانظر إلى قوله (فاقذفيه في اليم) من الدفع بقوة أي: لا تضعيه في الساحل؛ ولكن في ما بعد الساحل الجزء القريب منه...لذا قال (فليلقيه اليم بالساحل).

فالله -تعالى- أرحم بأم موسى -عليه السلام- أن يكون سير تابوته في وسط النيل؛ بل كان في اليم...

لذا: (قالت لأخته قصيه) أي: تابعيه؛ فكانت تتابعه وهى على اليابسة؛ وهذا يدل على أن اليم قريب إلى اليابسة؛ (فبصرت به عن جنب وهم لايشعرون).

ثم يلي اليم عرض البحر: وهو الجزء الذي تسير فيه السفن لقوله: (وترى الفلك فيه مواخر) فاطر: ١٤: أي: السفن في عرض البحار مواخر تمخر الماء بصدورها إياه إذا مرت...حيث أن السفن الكبيرة تتطلب عمقًا أكبر من عمق اليم لتسير فيه. 

ثم يلي عرض البحر لجته: فلجة البحر: وسطه وعميقه؛ لقوله: (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج) النور: ٤٠.

إذًا الساحل أول البحر، ثم اليم أعمق بقليل منه، ثم عرض البحر أعمق من اليم، ثم لجة البحر وسطه العميق جدا...هذا والله -تعالى- أعلم، والصلاة والسلام على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع