القائمة الرئيسية

الصفحات

هل الندم ركن أساسي من أركان التوبة؟

 هل الندم ركن أساسي من أركان التوبة؟

يشعر النادم بالألم والذنب والعار، إما بسبب فعل ما يستوجب الندم، أو فوات ما يستوجب الندم والشعور بالندم له مرارة لا ينساها من يتجرعها، وأشد أنواع الندم هو ما يكون على التقصير في حق الله تعالى، وفوات رحمته.



الندم على الذنب الندم توبة الندم على الذنب والنفس اللوامة الندم من التوبة
هل الندم ركن أساسي من أركان التوبة؟


قد نندم على التسرع في الحكم على الأشخاص والمواقف دون بينة وننجرف بالمشاعر،ونظلم الآخرين ونسيء إليهم وننتهك خصوصياتهم وأسرارهم، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تُصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، قد نندم بسبب اقتراف الذنوب والمعاصي والأفعال والسلوكيات والقرارات الخاطئة وعدم التحكم على الانفعالات والمشاعر والنفس، قال تعالى: (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين)، قد نندم بسبب إقحام النفس في الذنوب التي تستوجب الخزي والعذاب يوم القيامة وضياع الأوقات والمال على ما لا يستحق ونظلم أنفسنا، الندم على اتخاذ الصحبة السيئة والثقة بأشخاص استنزفوا طاقتنا وسمحنا لهم باستغلالنا من جميع النواحي و أضعنا عمرا، قال تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلًا).

الندم هو الركن الأعظم في التوبة، فقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ".

وليس هو التوبة نفسها، ويتحقق الندم بلوم النفس عليه، ويتبعها من الحزن، أو شدة الحزن، والخوف، وقال الراغب: الندم التحسر على ما فات، وفسَّر أيضًا بالأسف، وهو الحزن أو المبالغة في الحزن. فتحصيل الندم ليس بالأمر الصعب فكل حزن يشعر به بعد فعل المعصية يحصل منه الندم المقصود للتوبة، وكذلك أي تألم للقلب على الذنب، وكل من علم جنايته فخاف مقام ربه أو عاقبة ذنبه حصّل الندم. والحاصل أن تحصيل الندم الذي يحمل على ترك المعصية، يتحقق لكل من ترك المعصية لكونها معصية لله تعالى، أو من تركها خوفًا من الله، أو كره وقوعه فيها.


قال ابن حجر: "... وقال غيره شروط التوبة ثلاثة: الإقلاع والندم والعزم على أن لا يعود، والتعبير بالرجوع عن الذنب لا يفيد معنى الندم بل هو إلى معنى الإقلاع أقرب وقال بعضهم يكفي في التوبة تحقق الندم على وقوعه منه فإنه يستلزم الإقلاع عنه والعزم على عدم العود فهما ناشئان عن الندم لا أصلان معه ومن ثم جاء الحديث (الندم توبة) وهو حديث حسن من حديث بن مسعود أخرجه بن ماجة وصححه الحاكم وأخرجه بن حبان من حديث أنس وصححه".

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع