القائمة الرئيسية

الصفحات

قِصَّةَ الرَّجُلِ الَّذِي شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ مَرَضِهِ الْمُمِيت فِعْلِ شَيْءٍ لَا يُصَدَّقُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَخَطِه وَغَضَبِه


قِصَّةَ الرَّجُلِ الَّذِي شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ مَرَضِهِ الْمُمِيت فِعْلِ شَيْءٍ لَا يُصَدَّقُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَخَطِه وَغَضَبِه


قصة الأقرع و الأبرص و الأعمى شفاه الله من مرضه المميت ثم أرسل له ملكاً ليختبره فسأله من شفاك؟ وهنا كانت المفاجأة!!! قصة الأبرص والأقرع والأعمى الذين ابتلاهم الله، وماذا فعلوا؟ قصة الابرص والاقرع والاعمى لكل من ينكر نعم الله عليه
قِصَّةَ الرَّجُلِ الَّذِي شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ مَرَضِهِ الْمُمِيت فِعْلِ شَيْءٍ لَا يُصَدَّقُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَخَطِه وَغَضَبِه


روي عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَدِيمٍ الزَّمَانِ كَانَ هُنَاكَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ مِنْ إسْرَائِيلَ فأُصِيب كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ وَصِحَّتُه، وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أراد اخْتِبَار صبْرُهم عَلَى الْبَلَاءِ وليعلم مَنْ يَشْكُرُ وَمَنْ يَكْفُرْ وَهو السميع الْعِليمَ، فالْأَوَّلَ إبتلاه اللَّه بِالْبرص، وَالثَّانِي إبتلاه بِالصَّلَع، أَما الثَّالِث فَكَان أعمى، فَبَعَثَ إلَيْهِمْ ملكا تمثل فِي هيئة بشر فذهَبُ إلَى الْأَبرْص فسلم عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: أَيْ شَيْءٍ أَحَبَّ إلَيْك، فأجابه قَائِلًا لَوْن حَسَنٌ وَجِلْد حسن ويزول عني الْبَلَاء الَّذِي يَنْفِرُ النَّاسِ مِنِّي، و كَانَ لِلْأَبرص ما تمناه، فمَسَحَ الْمَلِكِ بيَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ الْبرص فزال عنه بِالْكَامِل، وعاد الجلد إلى لونه ثم  مسألة الْمَلِك أي الْمَال أَحَبَّ إلَيْك؟ فأجابه قَائِلًا: الإبل  أَحَبُّ شَيْءٍ إلَي، فدعي الْمَلَكُ رَبَه أَنْ ينعمَ عَلَى الْأَبْرَص بنعمة الْإِبِلِ، فرزقه اللَّهُ بناقة عشر وقال الملك بارك الله  لك فيها، ثُمَّ ذَهَبَ إلَى الأقرع فسَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَيْ شَيْءٍ أُحِبُّ إلَيْك؟ قَالَ شِعْرٌ حَسَنٌ ويذهب عني هَذَا الْبَلَاء الَّذِي يَنْفِرُ النَّاسِ مِنِّي، فعرْف الْمَلِكُ مَا يَتَمَنَّاهُ الْأَقْرَع، فمَسْح عَلَيْه فشفي تمَامَا، فسالَة الْمَلِك أي المال أَحَبُّ إلَيْك؟ فقَالَ الْبَقَر أَحَبّ الْمَالِ إليَّ، فأعطي بقرة حَامِلًا، فَقَالَ الْمَلَكُ بَارَكَ اللَّهُ لَك فِيهَا، ثُمَّ ذَهَبَ إلَى الْأَعْمَى وَقَالَ لَهُ أَيْ شَيْءٍ أَحَبَّ إلَيك؟ فقَالَ إنْ يَرُدَّ اللَّهُ إلَي بصري فأبصر النَّاسِ، فمسح الملك عَلَى عَيْنيهِ فَرَدَّ اللَّهُ إلَيْهِ بَصَرُهُ، فَمَا سأله أي المال أُحِبُّ إلَيْك؟ فقَال الْغَنَم أَحَبّ مَال إلَيْ، فأعطي شَات وَالِدِة، فكان لكل منهم ما تَمَنَّى فاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَهُم أثرياء، وظلت السنوات تمضي حَتَّى أَصْبَحَ للثَلَاثَةِ شَأن عَظِيمٌ فَالأول لَدَيْه وَادٍ مِنْ الْإِبِلِ، وَالثَّانِي لَدَيْه وَادٍ مِنْ الْبَقَرِ، وَالثَّالِث يمتلك وادِ مَنٌ الْغَنَم، فأراد اللَّهُ عز وجل أن  يَعْرِفَ مَنْ سَيشكره عَلَى نِعَمِهِ ومن سينسى ويَأْخُذه الْكِبْر وَالْغُرُور، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَلَكًا متخفيا فِي صُورَةِ رَجُلٍ وَلَكِن هُنَاك فَرْقَ بَيْنَ الْمَرَّتَيْنِ الَّتِي أَتَى فِيهِمَا، فالْأَوَّلِ كَانَ ذَا مظْهَرُ حَسَن، أما الثَاني فَكَان فَقِيرًا يَبْدُو عَلَيْهِ ضِيق الْحَال، فذَهَب الْمِلْكُ إلَى الأبرص وَقَالَ لَهُ أَسْأَلُك بِاَلَّذِي أَعْطَاك اللَّوْن الْحَسَن وَالْجِلْد الْحَسَنِ أَنَّ تُعْطِيَنِي بَعِيرًا أتبلغ به سفري فرد عليه الأبرص بغرور وَتكَبِّرِ أَنَا لَدَيّ أَعْبَاء كَثِيرة، فأراد الْمَلِك أن يذكره بمَاضِيه فَقَالَ لَهُ كَأَنِّي أَعْرِفُك أَلم تَكُنُ أَبرَص يقذرك النَّاسِ فَقِيرًا فأَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فرَدَ عَلَيْهِ كَذِبًا أَنْما ورثت هَذَا الْمَالَ عَنْ أَهْلِي لَقَد أَصَابَ الأبرص الغرور ونسي  نِعَمِ اللَّهِ عليه، فما كان له إلا أن دَعا الْمِلْكِ عَلَيْهِ قَائِلًا إنَّ كُنْت كَاذِبًا فصيرك اللَّهُ إلَى مَا كُنْت عَلَيْهِ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْوَالِهِ كُلِّهَا وَأَعَادَه أبرص فَقِيرًا كَمَا كَانَ .

ثم أتى إلَيّ الْأَقْرَع فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتُهُ فَقَالَ لَهُ أَنَا رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَت بَيْ الْحِبَال فِي سفري فلا نجات لي الْيَوْمَ إلَّا بِاَللَّهِ ثُمَّ بِك، أسألك بالَّذِي أَعْطَاك الشَّعْر الْحَسَن وَالْمَالِ الْكَثِيرِ أَعطني شاة أعود بها لأَهْلِيّ، فرِدَ عَلَيْهِ الأقرع كمَا رَدَّ عَلَيْهِ الْأَبْرَص وَرده خَائِبًا، فقال له الْمُلْكُ إن كُنْت كاذبًا فسيرك اللَّهُ إلى مَا كُنت عليه، فحرمه الله من ماله كله وَأَعَادَه أقرعًا كَما كان.

ثم أتى الملك إلى الأعمى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتُهُ الَّتِي قَابل بِهَا الْأَبْرَص وَالْأَقْرَع، فقَال له أَنَا رَجُلٌ مِسْكِينٌ وابن سَبِيل انْقَطَعَتْ مِنْ الْحِبَال فِي سفري  ولم أصل اليوم إلَّا بِاَللَّهِ ثُمَّ بِك، أَسْأَلَك بِاَلَّذِي رَدَّ عَلَيْك بصَرَك أَعْطِينِي شاتا أتبلغ بِهَا فِي سَفَرِي، فقَال لِه الَّذِي كَانَ أَعْمَ، لقد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليَوْمٍ بِشَيْء أَخَذَتْه لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،
 فَقَالَ الْمَلَكُ له أَمْسك مَالِكٌ فإنما أبتليتم فقد رَضِيَ اللَّهُ عَنْك وسخط  عَلَى صَاحِبِيك وَفِي هَذَا الإبتلاء عظة كَبِيرة، فاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عرِفَ بِهِ مِنْ الْأَحَقّ بنعمته ومن لو ظل عَلَى مَرَضِهِ لَكَانَ هَذَا خَيْرًا له فالْبَشَر أَنْوَاع، مِنْهُمْ مَنْ يبتلى ويصبر وَيَشْكُرُ اللَّهَ عَلَى بَاقِي النِّعَم، و مِنْهُمْ منْ يَسخطُ وَيَرْفُض ولا يعْترف بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيْهِ حَتَّى لَوْ آتاه واديًا مِنْ النِعَمِ، فاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْقَائِلُ:( لِأَنّ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ الشَّاكِرِينَ الْحَامِدِين فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَاجْعَلْنَا مِنَ عِبَادِكَ الْأَتْقِيَاء، هذا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع